عقل القرآن
Blog Post

الجزء الخامس: الإراده ، المسافة بين العقل و أصل اللذة و الألم

القران یستعین بأیات الترغیب و التهدید لتحمّل الصبر ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴾ [الواقعه/41] لأنهم کانوا قبل هذا مترفین ، ما معنی مترفین ؟ المترف ألذی راغبٌ فی الدنیا عن الاخرة ﴿ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [القصص / 79] ف یشجع الإنسان و یقوی إرادته فی آیات اللذة البالغة و الکرامة السابقه ﴿ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [يونس/64] نحن لن نستطیع أن نعمل کما عمل الحسین ، الحسین فخر الدنیا و الأخرة ، إذا یأتى ذكر الحسين حتى الأعداء تصمت ، و أما الإمام على مَثلٌ لكل طالب خير ، كل من إدعى الفضيلة إمامهُ علي إبن أبى طالب ، جورج جرداق اولاً مسيحي ثانياً عضو المكتب السياسى للحزب الشيوعى فى لبنان يعني كفر و إلحاد ، كتب عن على إبن أبى طالب كتاب تحت عنوان الإمام علي صوت العدالة الإنسانية [1]. الغرض إن القران يستعين على الصبر بأيات العقاب و التشجيع ﴿ وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ [طلاق/2]لاحظ الأيه بالأول قدمت من يتقى يرزقه من حيث لايحتسب و الله عماده و معتمده ليكن هذا يحتاج إلى أمد إن الله بالغ أمره ، صبر ، يختبرك و إذا نجحت بالإختبار يعطيك على مقدار نجاحك فى حين الغيب عنده و هو صانع الغيب ليكن مثل للأخرين ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاریات/56] إلاليعبدون ؟ إذاً كيف يقول ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر/15] يقول ليس لى ، ليكن:

           لا يصلح الناس فوضى لا سَراة لهم                     ولا سَراة إذا جُهَّالهم سادوا[2]

علاج مشاكلهم فى الدين . نحن خلقناهم هكذا ، كما خلقنانهم أرسلنا لهم صالحون و كل من فكر بعيداً عن هذا فقد هوى .الغرض الإرادة شئٌ ينشأ بين العقل ،أصل التعقل عند الإنسان ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾، و أصل اللذة و الألم ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾ [الاعراف/7] الأساس التكويني هو اللذة، الشهوة ، إذا هيمنت على الإنسان لا يردها إلا العقل و الايمان فإذا ضعف العقل و الايمان غلبتهُ فإذا غلبتهُ ثم تخلت عنه فرغ منها إما أن يصر عليها و لا يبالى و إما أن يندم و يتوب . هذا الذي يندم و يتوب عاقبتهُ الخير و الذى يُصر عليها ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [مطففین/14] فتلاحظ هناك جبرٌ ليكن لم يترك لحاله ،هناك من يصارعه و هناك حرية ليكن هناك من يصارعها أيضاً  

العلامه الشیخ عبدالرسول الکرمی الحویزی (طاب ثراه ) ، الخفاجيه ، 16 شعبان 1438


[1] الإمام علي عليه السلام صوت العدالة الإنسانية، موسوعة كاملة عن الإمام عليّ بن أبي طالب بقلم الكاتب المسيحي جورج جرداق، حيث جاءت هذه الموسوعة في خمسة أجزاء وملحق، تناول من خلالها الكاتب محطات ومواقف مهمة من حياة الإمام علي؛ ليبين فيها بأنّ الإمام علي هو أفضل أُنموذج تجلت فيه القيم الإنسانية كالـعدالة والحكمة والإنصاف والشجاعة والقيادة والعلم على مر التاريخ.

[2] دیوان صلاءة بن عمرو بن مالك أود»، الملقب بـ«الأفوه الأودي»، لاتساع فمه. كان الأفوه من سادات وفرسان قومه. وكان العرب يعدونه من أبرز الحكماء، كما جاء في كتاب الأغاني، للأصفهاني (الجزء 2، ص 198). وله الكثير من القصائد القيمة والأصيلة والخالدة. ومنها: قصيدة «السراة» (الحكام)، التي يضرب بها المثل في الحكمة السياسية، والتي تتحدث عن «إدارة المجتمع» (سياسته) وكون هذه الإدارة بالغة الأهمية للاجتماع الإنساني. فخيرها يعم، وفسادها يعم أيضاً

Write a comment