عقل القرآن
Blog Post

«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين»

بمناسبة ذکری مولد الرسول الأعظم صل الله عليه واله و عندما نقول رسول الله يعني القرأن و عندما نقول القرأن يعني رسول الله، نقدم لحضراتکم نبذه وجیزه من ما جاء فی احد جلسات تدریس العلامه المجاهد الفقید الشیخ عبدالرسول الکرمی الحویزی (طاب ثراه ) حول موضوع قرأنیة القرأن .

المائز بين المجتمع المتحضر و المجتمع اللّامتحضر هو القانون، المجتمع المتحضر ذو قانون ، فيميزون بين عهد الحضاري و عهد اللاحضاري بالقانون و اللاقانون . المجتمع العربي في الجاهليه يسمي المشاعية البدائية يعني ماقبل الحضاره ،فالقانون قانون القوة و إذا لم يكن قانون ، ليس هناك تفكير ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا﴾[زخرف/22] في هذا العصر نشأ رسول الله و إذا به يتحدث عن الخلفية الثقافيه و حُكمها علي الإنسان و يتحدث عن ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾ [فاطر/8] ارسطو لم يدرك هذا ،فهل ياتري هذا من عند رسول الله؟ اكيدا لا ،هذا العمق في التفكير و ادراك أن الموضوع يتجدد و يتجدد بتجدد الحيث و يتعدد بتعدد الحيث و الحيث منوط بالخلفية الثقافية الحضارية و الشخصية و مقدارالذكاء و هذا قابل للاتساع بتساع الذكاء . لاحظ ماذا یقول القرأن العظیم عن بلقيس﴿ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ [النمل/23] من كل شئ ، هل كانت لديها سيارةً مثلاً ؟ اكيدا لا ، المقصود و المراد من كل شئٍ الموجود في زمانها . فالقرأن عندما يقول تبيان لكل شئ ، كلٌ في زمانه ، هذا الشئ الموجود لدینا ، له بيان علي الاقل في الحلال و الحرام ما من شئٍ و لله فيه حكم ، هذه القاعده الكبيره في التحليل و التحريم هي تبيان لكل شئ ،كل شئ يعني كل شئٍ في زمانه حتي قال قائلهم أن اكبر مشرع في التاريخ هو محمد صل الله عليه و اله . و التحليل و التحريم منوطٌ بالحيث و الحيث منوطٌ بمقياس التحسين و التقبيح ، هذه سلسه من الافكار غابت عن ارسطو العظيم و غابت عن إبن سينا و يأتي بدوي في مجتمع عديم الفكر و عديم الحضاره يقول بها و نأتي نحن في القرن ٢١ و السيد الجليل السيدمحمد باقر الصدر و ایضا السيد الطباطبائي العيلم ، بعيدين عن هذه المعاني كلها . فهذا لم يكن من رجلٌ من نفسه و إنما هو من الله . فرسول الله الأعظم معجزٌ بإذن الله تعالي و سيد الخلق بإذن الله تعالي لأن الله سبحانه و تعالي وصفه ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [قلم/4] مقياس كل شئ التحسين و التقيبح ، فقال له أعظم جهاز تحسين و تقبيح عندك يا رسول الله و البقية كلهم دونك حتي علي ابن ابي طالب ، يقول الشاعر احمدشوقی :
أَبَا الزَّهْرَاءِ قَدْ جَاوَزْتُ قَدْرِي بِمَدْحِكَ بَيْدَ أَنَّ لِيَ اِنْتِسَابَا
فَمَا عَرَفَ البَلاَغَةَ ذُو بَيَانٍ إِذَا لَمْ يَتَّخِذْكَ لَهُ كِتَابَا
مَدَحْتُ المَالِكِينَ فَزِدْتُ قَدْرَاً فَحِينَ مَدَحْتُكَ اِقْتَدْتُّ السَّحَابَا
لاتعبدا إنما عن وعي أعظم شخصية منّ الله بها علي الإنسانية و علي العرب في حين كانوا أتعس اُمة علي وجه الارض رفعهم إلي الأعلي ، رفع لغتهم وجعلها الخطاب مع الله و لغة الله مع عباده ، اهل اللغة قالوا ليس من الجن و ليس من الانس و إنما هي لغه ليست بالمتناول و ليست بالشائق البعيد ، و الحساب يوم القيامة و في البرزخ بلغتهم ، يقبل الإنسان عابدا و ينجوا من عذاب القبر و غضب الله بها و يسموا عند الله فوق الملائكة بواسطة رسول الله الأعظم بها، وليكن للاسف الشديد أن العرب ماقدروا هذا و جازوا رسول الله بهتك عرضه و سبی عياله و قتل فلذة كبده .

Write a comment