عقل القرآن
Blog Post

الفکر أم العمل ،الفکر ناتج العمل أم العمل ناتج الفکر ؟

هذه المشکلة الإسلامیین أبدؤا رأيهم فيها و رأيهم خطأ قالوا الأصل الفكر دفاعاً عن التوحيد و هو ليس كذالك . في العصر اليوناني مثلوا مشكلة الفكر و الإنسان بالعربة قالوا إن الفكر يمثله الإنسان و العربة الوسائل و العمل الحصان و إعتبروا العمل أبخس قيمة في القيم و إن العلماء يجب أن يتبرؤا من العمل . الدكتور عبدالله البهي أحد زعماء و كتّاب إخوان المسليمن في الستينات من القرن الماضي كتب كتاباً” الفكر الاسلامي الحديث و صلتهُ في الفكر الغربي” يقول فيه :حدث نقاش في القرون الوسطي عندما كانت اروبا خاضعةً لحكم الكنيسه و الكنيسة أغلبهم مشائين أتباع ارسطو يأخذون برأي ارسطو ، طرح السوأل كم هي أسنان الحمار ؟ يتداولون  بها إلي مدت شهر و لم ينتهوا إلي نتيجة  فأعلن القسيس الأكبر أن المشكله بقت علي حالها لأن لم يقل فيلسوف من فلاسفة اليونان رأي بهذا ،فقام له أحد التلامذه فقال أن حل هذه المشكلة سهل جدا ، نمسك حماراً و نعد أسنانه و تنتهي المشكلة ، قالوا تتنزل بالفكر من علياءهُ إلي العمل ؟ و قدموه إلي المحكمة و حكموا عليه بالاعدام و اُعدم . أن الفكر درجة العلياء و الثانية: الوسائط و الثالثة: العمل (الحصان) فالعمل شأن الحصان و أما الأساتذة شأنهم التفكير و إستمّر هذا النزاع حتي يومنا هذا عندما كانهناك معسكران ، معسكر الاشتراكي و المعسكر الرأس مالي . الرأس ماليون يقولون بأن الإصالة للفكر و أما العمل و الفعل فرعٌ من الفكر، في المقابل المعسكر الاشتراكي يقول الاصالة للعمل و أن الفكر ناتج العمل ، دار الصراع كثيراً ، الاسلاميين بناءً علي الفطرة ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [روم/30] قالوا ايضاً أن الإصالة للفكر و ليس للعمل ليكن بالتحقيق و التدقيق نرى هناك رأيان للقرأن عندما يتحدث عن الخلق و الإبداع تكون الفطرة هي الاساس و الفطره القاعدة إلتي ينزل عليها التكليف بينما الفكر شأنٌ من شئون التكليف هذه قاعدة التكليف و لولاها لما صح التكليف ، هذا ليس شأن البحث شأن البحث مابعد التكليف ، ما بعد التكليف من الذي له الإصالة العمل أم الفكر؟ فإذا تكلمنا عن الخلقة ، الخلقة لاتكليف بها لأن التكليف جاء بعد كمال الخلقة أما شأن من شؤن الخلقه ليس الحديث عنه، هذه شئون إبداعيه لا الزام فيها و إنما الإلزام بعد كمال التكليف .شئون الإبداعية و الخلقوية الله سبحانه تعالي كما يقول القرأن زوّد الإنسان بنورٍ من نوره سماهُ الفطرة حتي يكون مؤهلاً للتكليف و لو لا الفطرة لما كان مؤهلاً للتكليف و إنما التكليف نزل بعد ما تم التأهيل و التكليف هو الذي يقول العمل أم الفكر هذا شأن من شئون التكليف ففي رأيه العمل هو الاساس ، قوله تعالي ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[المطففین/14]  إذاً الفعل و العمل هو الذي أعمي القلوب ﴿ءافَرأيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ ]جاثیه/23[ ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾ [فاطر/8] إذا الرؤية الثانية و العمل اولاً هذا في ميدان التكليف أما ميدان الخلقوي الذي هو قبل التكليف إن الله تفضل علي بني آدم و نّور قلوبهم بنور الايمان﴿ ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ﴾[البقره/257]  یخرجهم من ظلمات الجهل إلي نور الإيمان . فإذاً في هذه المسئله الإسلام متقدم يُفَرّق بين الخلقة إلتي لا تكليف فيها و بين تمام الخلقة و شأنٌ من شئون التكليف العمل في الخلقة، قبل التكليف متأخرٌ عن التنور ، التنور الفكر و هو الاساس ، قال رسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : كَما تَكُونوا يُوَلّى علَيكُم[1] كما تكونوا عمل و يولي عليكم فكر . القرأن صريح ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[المطففین/14]  هولاء من الذي أضلهم ، أضلهم فكرهم و عملهم . سُئل الإمام الباقر هل المؤمن یذنب قال: نعم یذنب و یفارقه روح الإیمان حتی إذا تاب و إستغفر و ندم یرجع إلیه روح الإیمان و یزاد إیمان ، فالمشكلة في غاية الخطورة من ناحيه فكريه . نرجع إلي السوأل و هو العمل قبل الفكر أم الفكر قبل العمل ؟ في ميدان الخلقة الفكر قبل العمل و في ميدان التكليف العمل قبل الفكر بمعني أن الإنسان يتأثر بعمله إن كان صالحاً فهو صالح ، الأيه الشريفه تقول﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [نمل/14]جحدوا بها عملاً و استيقنتها أنفسهم خلقتةً ، باطناً و لو لا في أنفسهم ضوء التوحيد لما صح تعذيبهم و كل من يدعي خلاف التوحيد إدعاءه ضلالٌ في ضلال . هذه مسئله تكوينيه ، التكوين سابق الإعتبار بينما نحن نتحدث عن الإعتبار، في الإعتبار العمل سابق علي الفكر ، العمل هو الذي ينصع الفكر ، و تم الشرح أن الإنسان علمياً مجهَّز بآليات مكانيزميه تعمل لتخلص الإنسان من الألم فإذا إرتكب ذنباً وبخهُ عليه الضمير الأعلي من أجل أن يتخلص من الضمير الأعلي يأتي هذا المكانيزم يمارس عملهُ حتي يبدل الضمير الأعلي من النهي إلي الإستحسان ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾ [فاطر/8] كان يستقبحهُ و الآن يستحسنه . هذه المشكلة أنتجت معسكرين ، معسكر الرأس مالي ، كتبوا كُتُب مطولة أن الفكر أسبق من العمل و المعسكر الثاني الإشتراكيين كتبوا كتب و مؤلفات كثيرة ليثبتوا أن العمل قبل الفكر . فيجب أن نفرق بين ميدانين ،الميدان الخلقوي و هو الفكر فيه سابق و ميدان التكليف مابعد الخلقة فيه العمل سابق عن الفكر . سوأل  ماذا تستنبطون من هذا الكلام؟ هل هو قرأنيه أم لا؟ معسكران تناطحا دهراً من الزمان و بالأخير تنازعوا علي الكواكب أن يزرعوها متفجرات و يفجرونها ثم وصلوا إلي مقوله أن نستطيع أن نفجر الكون و ليس الأرض أو مجرة التبانة اكثر من خمسين مرةٍ ، هذان المعسكران إختلفا في هذا أن العمل سابق الفكر أو الفكر سابق العمل ؟ يأتي القرأن و يُبدئ رأيه و يحل المشكلة حلٌ دقيق

مبحث قرآنیه القرآن للعلامه الفقيد الشیخ عبدالرسول الکرمی طاب ثراه


[1] كنز العمّال : 14972.

Write a comment