الجزء الرابع : الإرادة ، المسافة بين العقل و أصل اللذة و الألم
فالصراع فى الإرادة بين العقل و أصل اللذة و الألم ،يعني إذا کان متدين ليس يخلوا من اللذة ، سُئل الإمام الباقر هل المؤمن یذنب قال: نعم یذنب و یفارقه روح الایمان حتی إذا تاب و إستغفر و ندم یرجع الیه روح الایمان و یزاد ایمان [1] فإذاً فى حالة الايمان ينتصر العقل على الهوى لكن فى ساعات يضعف و يفارقه الصبر، إذاً ليس هناك جبر، بل هناك مصارعه ، إذا لم يكن عقل يكون جبر الهوى، رغبات ، لكن هناك عقل لا يفارق الإنسان ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ﴾ ]الاعراف/7[ يعني بالطبيعة ، بالفعل الطبيعي ، بأداء وظيفي طبيعي (لذة النكاح) ثم يأتى بالعقل و أشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم ، علةٍ و المعلول ، عقل ، فجعل كليهما بالخلقة أىّ بالفطرة لكن الأولى ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾]الشمس/6[ ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ ]الشمس/7 [ . القران صريح ، أنه لا جبر فى التقوى و لا جبر بالفجور كلاً يعمل لكن الآقوى الفجور لذالك التقوى تحتاج إلي صبر و الدليل على ذالك القرآن مشحون بأيات التعذيب و الترغيب . ﴿ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً *فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا *عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ ]الواقعه/34-35-36-37 [ هنا السيد الطباطبائى فسر العُرُباً بذات قنج و دلال ،یقول : العُرُب جمع ،عُرُب وهي المتحننة إلى زوجها أو الغنجة أو العاشقة لزوجها ، والأتراب جمع ترب بالكسر فالسكون بمعنى المثل أي أنهن أمثال أو أمثال في السن لأزواجهن.[2] صحيح ذات قنج و دلال لكن هنا قصد القران من هذا التعبير غير ذات قنج و دلال يريد القول إنهن لسن جوارى ، الجارية تمح نفسها بإكراه ، ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ]نور/33 [ و هولاء بالإختيار و بدلال تمنح نفسها ، هذا المقصود يا سيدنا و لذالك إستدل العلماء أن لغة أهل الجنه العربية ، إنهن عربيات و لسن جواري . لأن الكلام العربى فيه معنيين ،فيه معنى الوضع و معنى الدلاله . فالسيد الطباطبائى أخذ بالدلالة الوضعية ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾]الواقعه/37[ لا ليس الدلالة الوضعيه ، أغلب كلام القرآن ليس بالدلالة الوضعيه . الوضع و الدلالة ، المعنى و الدلالة ، الدلالة وضع و المعني ليس وضع لذالك رسول الله الأعظم يقول: «إنَّ لِلقُرآنِ ظَهراً وبَطناً، ولِبَطنِهِ بَطنٌ إلی سَبعَةِ أبطُنٍ».[3] و الباطن يتولد عن طريق تكامل المعنى و عن طريق الدلالة و المعنى . ف عرباً المقصود بها عربيات و لسن جوارى ، إن تقبلوا نعانق و إن تدبروا نفارق
یُتبع ……
العلامه الفقید الشیخ عبدالرسول الکرمی الحویزی (طاب ثراه)
[1] الکافی: ج ۲ ص ۴۳۴ ح ۶، ارشاد القلوب: ص ۱۸۰، بحار الأنوار: ج ۶ ص ۴۰ ح ۷۱
[2] الميزان في تفسير القرآن. جلد : 19 صفحه : 124
[3] جامع الأسرار و منبع الأنوار، ص ۵۳۰.
ماشاءالله